الامام الصادق جامعة فكرية و عبقرية رحمانية و علوم انسانية و أخلاق محمدية

اشارة

بسم الله الرحمن الرحيم ان من يدرس تاريخ الاسلام حتي عام - 260 ه - يجد أن كلا من الأئمة الاثني عشر أهل بيت رسول الله قد أدي دورا بناءا في الحفاظ علي الاسلام. و ترسيخ عظمته و معانيه في القلوب.. فالتاريخ يرينا الامام علي بن أبي طالب قوة فذة... جعلت نورانية الاسلام تمتد علي دنيا الله ناسخة ظلمات وثنية الكفر... و بغي الطقية... و الاستكبار البغيض... و ذلك ببأسه الأشم... و علمه الأنور... ثم يأتي بعده ولده الامام الحسن فيمثل دورا بارزا جليلا في حقن دماء المسلمين... و بقاء الاسلام قوة ماردة قاهرة بما أبرمه مع معاوية بن أبي سفيان من مواثيق لم يكد يجف مدادها حتي نكث معاوية كل ما أبرمه، و فرض نفسه (دكتاتورا) كسرويا علي الناس... ثم نصب ابنه يزيد بحد السيف حاكما فردا علي عالم العروبة و الاسلام... و قد وصف المؤرخون يزيد بأنه: سكير... ماجن... عربيد... خليع... و قد ظهرت هذه الخصال في أفعاله و أقواله بعدما تسلم مقاليد السلطة أفاعي سامة... و أضاف اليها ظلما يسقي مرارته جماهير الشعب نهلا... وعلا... و يري الامام الحسين كتاب الله يدعوه الي الثورة علي مفاسد يزيد الخلقية... و الدينية... [ صفحه 392] و الاجتماعية.. ليعيد للاسلام نضارته الرحمانية... و يعيد للمسلمين صفاء الحياة التي نعموا بمذاقها الشهي أيام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و خلفائه الراشدين.. و يلبي الامام الحسين نداء القرآن، و يخرج علي عنفوان يزيد.. و يقدم دمه الطاهر... و دماء أهله و صحبه الغطاريف، فداء مباركا للاسلام، و